السبت، 23 مايو 2009

Space ToOn




ظاهره القنوات المخصصه للأطفال ظاهره جديده نوعاً ما على مجتمعاتنا ..


وبالتأكيد كل من هو في جيلي لا زال يذكر بداية ظهورها وانبهارنا بها ..
في وقت كنا تسمر فيه أمام شاشات التلفاز في إنتظار الفتره المخصصه لنا ..
لتأتي هذه القنوات متأخره قليلاً عن موعدها لتدرك اواخر ايام طفولتنا وارتباطنا بعالم الرسوم



المتحركه ..احاول _ احيانا _ بين فتره واخرى أن استعيد بعضاً من هذه الذكريات ..
التي لم يبقى منها إلا قله ..
وحتى هذه القله الباقيه اضيف إليها وبترت وفقدت الكثير مما كانت تحمله في تلك الأيام



ولكني اليوم سأخذكم إلى وجه آخر لهذه القنوات بعيداً عن شجن الذكريات ..
وارجوا ان تدركوا حجم الكارثه التي أنا بصدد الحديث عنها ..
فلو تمعنتم قليلاً في ما تقدمه تلك القنوات ستلجمكم الصدمه وستجدون بأننا نربي أطفالنا بطريقه مريبه ..
حتى جعلنا من ( البوكيمون وابطال الديجيتال ) ابطال القوميون .. و ( سوبر مان ) مثلهم الأعلى .. و ( الكارتيه ) صرختهم المفضله .. ومشاهد القتل والدماء مثار حماسهم ..




فالبرامج المخصصه للأطفال لدينا _ للأسف _ يجري اختيارها بفوضويه لا تحكمها أي دراسات تربويه يمكن أن تأخذ في اعتبارها الحاجات الحقيقه للأطفال وضمن توازن الرغبه في التسليه وبين الحق في الحصول على المعلومه المفيده ..

فأصبحنا نرى في بعض الأحيان مشاهد مخله بالحياء ..
وافكار فاسده تُزرع في أذهان الصغار ..
بل أنها تعدت ذلك لنرى في بعضها قدح عقائدي وتطاول لا أدري يسوق لمصلحة من ؟؟ ..
ولا أدري لماذا هذا السكوت الغير مبرر عنه ؟؟؟ ..



فإن تحدثنا عن التأثير الأخلاقي من جانب التصرفات فإن بعض هذه الأفلام تعلم فن الجريمه بطريقه مباشره .. القتل .. السطو .. السرقه .. التعدي .. الضرب .. وغيرها من اساليب الجريمه والتي للأسف يتعلمها ابنائنا بمساعدتنا ..





هذا عدا عن تأثير " ألعاب البلايستشن " ايضا والتي تروج ايضا لذات المفاهيم وربما بطريقه اشنع وافضع ..
اذكر أني قرأت ذات مره عن لعبه تضع تحدي أو شروط لإجتياز بعض المراحل ..
وهي أن اللاعب يقتل مسلمين _ الذين هم الأرهاين بنظر اللعبه _ او ينتهك حرمات المساجد ..



تخيلوا أن كل هذه الأفكار تلقن لأطفالنا في وقت تنحصر فيه رقابتنا على إلقاء نظره عابره على الشاشه التي تعلقت بها انظارهم ..




ومع هذا _ وبإمانة المحب _ لابد من الأعتراف بأن قناة سبيستون هي اجود تلك القنوات ..
او لنقل هي افضل السيئين _ إن صح التعبير_ فهي إلى حد ما تولي أهميه كبيره لحساسية القيم الثقافيه في المنطقه ..
مما يجعلها تتناسب مع مجتمعنا وفي نفس الوقت مفيده للأطفال ..

كما أنها من خلال بعض برامجها التعليميه _ والتي تلقى متابعه من الأطفال _ ..
استطاعت أن تكسر القاعده وان تحقق المعادله الصعبه في جمعها ما بين المتعه والفائده ..



ومع هذا لازلنا نطمع بالمزيد ..
لا زلنا نطمع في أن تولي احد الدول العربيه اهميه اكبر لهذا الموضوع .. _ بقدر الأهميه التي توليها للقنوات الغنائيه _
ولا اعتقد ان هذا قد يؤذي ميزانيتها ..


لازلنا نحلم بمحطه إذاعيه تشرف على برامجها وزارات التربيه في البلاد ..
تبث برامجها خصيصاً لخلق الوعي بالعديد من المفاهيم المغيبه عن اطفالنا ..
برامج تفتح عيون الصغار على حقيقة دينهم وعلى جغرافيه وتاريخ اسلافهم في كل الأقطار ..
وعلى واقعهم العربي الحقيقي ..
فتربطهم بجذورهم ربطاً غير مفتعل ..
متحاشيه ثقل الظل الذي يلازم اكثر البرامج التربويه ..

/

\

/

\

/

ومضة قلم ،،،
إذا اردتم العزه ..
فأنشوا جيلاً يفهم دينه..
منتمياً لعروبته..
قادراً على ان يحمل لكم المستقبل على اكتافه .. !!




هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

رأيي أن مشكلة برامج كارتون الأطفال هي جزء من مشكلة أكبر تتعلق بالإعلام في الدول العربية-التي لا تنتج إلا "الفن"- هي جزء من مشكلة السينيما والمسرح والتليفزيون والمجلات وغيرها ... فالحكومات العلمانية التي سيطرت علي معظم الدول العربية هي التي تتولي وضع السياسة العامة للإعلام في البلاد ... ويشمل ذلك تحديد القيم والمفاهيم المراد غرسها والأهداف المراد تحقيقها والصفات الواجب توافرها في إتجاهات القائمين المباشرين علي الإعلام ...

بإختصار تهيمن السلطات الحكومية بشكل كامل علي الإعلام العربي المقروء والمسموع والمشاهد وذلك علي مستوي القنوات التليفزيونية المحلية والفضائية بل والمكالمات الهاتفية ... حتي الإنترنت التي كان إلي وقت قريب منفذ وحيد للحريات بدأت تلك السلطات تنتبه لوجوده فأنشأت السلطات في مصر -كمثال- مكتب لجهاز أمن الدولة مختص بالإنترنت ...

لايمكننا الحديث عن برامج الأطفال دون الإقتراب من نقطة حرية التعبير ... أنا لم أر في حياتي كارتونا يتحدث عن المقاومة الفلسطينية مثلا ... في حين أني رأيت العديد من برامج الكارتون تتحدث عن هيفاء وهبي صفر المونديال وما إلي ذلك ...

أتذكر ما قاله المطرب "شعبان عبدالرحيم" في برنامج تلفزيوني عن أغنية سياسية له تتحدث عن العرب حين قال "مفيش ولا قناة رضيت تعرضها" !!!