الأحد، 29 يناير 2012

مستغانمي .. عدوة الرجال ، وقرينة روحي




لمن لم يقرأ كتاب نسيان كوم لأحلام مستغانمي
قرأت هذا الكتاب أربع مرات .. حتى حفظته .. 
وفي كل مره .. ومع كل حكاية .. كنت اعيد قرائته كمن يقرأه اول مره 
فهو بمثابة المرجع الذي لن تشعر بقيمة الوصفه العلاجيه التي يحتويها ، إلا حين تشعر بالحاجه إلى الإفادة منها . 


الكتاب يتحدث عن صديقة أحلام  " كاميليا " التي تقع في الحب ..
ويخيب املها حين تكتشف انها كانت تعيش في ظل اكذوبة اعتقدت انها كانت حباً ..
فتعدها أحلام أن تخرجها من قوقعتها وتساعدها على تجاوز الأمر ونسيانه
شرط  أن توقع قبل أي شئ على ميثاق .. اسمته ميثاق النسيان 

حتى تتيقن من قابليتها لتقبل جلسات العلاج بالنسيان ( على طريقة الأطباء حين يقولون بأن أول العلاج هو الإعتراف بالمرض )




الكتاب مدون على هيئة يوميات ، أومقالات هي بمثابة روشته دوائية لمن خارت قواهم امام  داء الحب .. أو وهمه !
الكتاب _ كما أعتقد أنا على الآقل _ قيم جداً ،، ومفيد جداً لمن يحتاجه ..،، أقول هذا عن تجربه :) 



فهو يعري لك الحالة التي تلقي بتراكماتها على نفسك .. ويساعدك على توسيع الدائرة .. وإدارك أن الحياة أجمل من ان تبعثرها على شعور زائف !

هناك من يصف الكتاب بأنه مجرد ثرثرة نسائية كتلك التي تضج بها المجالس "" """""حكي نسوان يعني " .. هذا عدا عن أنه يدعو إلى إغراق الإهتمام بموضوع الحب والهيام !!


فلمن يدعون سعة الأفق ، والتبحر في طروق العلم والمعرفة ، التي لا يجدون معها وقتاً للحب !
لأولئك اقول أن عليهم أن يحفروا قبوراً لقلوبهم ، أو يكفوا عن إدعاء انهم جمادات ليس لهم قلوب تخفق !
فإن كان الموضوع ليس محل إهتمامهم هم
فليدركو على الآقل أنهم هم الإستثناء عن القاعدة
وأن هناك أعصاب تستنزف ، طاقات تكبت ، وأعمار تهدر !
على ما يصنفونه هما سخفاً



أما من يصفون الكتاب انه مجرد ثرثرة نسائية .. فهو فعلاً ثرثرة نسائية ، تعني النساء أكثر بكثير مما تعني الرجال
ولهذا وُضع على غلافه عبارة " يحضر بيعه للرجال "

ولهذا ايضا اكثر من يعلن العداء لأحلام ولكل ما تكتبه هم الرجال ..
لأنها حسب تصورهم هي من تعادي الرجال بالجملة  .. ولا يدركون أنها فقط تشعل النار في وجه بعض أطباع الرجال التي يجدونها هم في أنفسهم !

وأنها تتحدث بالجملة
لأن لا فرق بين ملتحي وفاسق وبين مثقف وأمي وبين من يعيشون في شرق الأرض أو غربها ..
الرجال هم الرجال اينما حلوا وكيفما كانوا .. وهذا هي طبيعتهم التي تعاديها أحلام
أو التي تحب أن تظهرها لبنات جنسها حتى يفهمنها .. ويجٍدن التكيف معها

لا ادري إن كنت مخوله للدفاع عن قامة بقامة أحلام .. أو إيضاح ما كانت تبتغي أن توصله لنا
لا ادري إن كانت تقرأ لي .. ولا ادري إن كانت ستقرأ لي يوماً
لكني أحب أحلام .. و اؤمن بقضيتها
وكنت ممن وقع على ميثاقها ،، ميثاق النسيان
واحسبني من قلائل الذين استطاعوا الإلتزام ببنوده
وكنت اتمنى وأنا اقرأ نسيان كوم أن تختارني لأكون خليفتها .. حين قالت في احد جزيئاته أنها تبحث عن خليفة لها

اتمنى أن التقي بأحلام .. أن يجمعني بها مجلس واحد
وكنت دائما أقول .. بأني لو خُيرت بأن التقي بشخصية مشهورة واحدة

فعلى كثرة من احبهم ومن يهمني اللقاء بهم ..
فلن أختار إلا إياها  

لانها نسختي المصورة.. فلم ارى في احد قرينة  روح كما رأيت ذلك في أحلام !

السبت، 14 يناير 2012

الإيمان .. صوت الضمير فينا


عندما يؤمن الناس بمذهب ويعتقدون به ، يسيرون فيه على عمى إلى أن يثبت عكسه ،
لذا ليس من السهل أن يتخلى الإنسان عن إيمانه ، وليس لأي إنسان المقدرة على التخلي عن إيمانه
الإيمان ، الذي هو صوت الضمير فينا .

لهذا نحن نخشى من الإقتراب من فكر معين يدفعنا للإيمان به .. والإصطفاف تحت لوائه

ولهذا ايضا جعلونا نخشى من السؤال والتبحر في علوم العقيدة ، أو علوم الأديان ، أو حتى العلوم البحته إن وجدوا فيها تضارباً مع الدين ، أو مع ما فرضوه علينا ، وسموه ديناً ، وسميناها جدلاً " دينا " وإن كنا في حقيقتنا لا ندين به ، ولا تشير افعالنا على اننا ندين به

ويكمل هذا الجريمة ما يتركبه الفلاسفه والعقائدين >>  بما ان اغلبهم متفلسفين
من اخطاء و طمس للحقائق وتعمد للتغافل ومغالطه لأنفسهم لمجرد إثبات صحة منهجم
هذه الجريمة الفكرية التي يرتبكها يوميا صناع التربية والفكر في الوطن العربي
تلك التي في حقيقتها من تتسبب في دمار الشعوب برمتها
والتي خلفت ورائها شباباً يقفون في اقصى اليمين بلحى واثواب قصيره ، وعقول صدأت بفعل ما تراكم بها ، وبفعل العمائم التي منعت عنها التهويه بفكر أوسع .

أو شباب يدعون التحرر يهربون من تأثير " ايفون الشعوب " الذي يُبث في الهواء الذي نتنتفسه كما يقولون ، فيبرأون من دينهم ، ويهربون من إلتزامهم بدعوى الثقافة والإنفتاح

وشبابا ما بين البين يعانون خواءاً فكرياً ، فهم متاحون لترديد ما ينفخون به .

ولا اريد ان ادخل في حلقة مفرغة لأسيس الأمر برمته



لا يعترف أي من اولئك بأن أي منهج لا يخلو من النواقص والعيوب ، وأن أي منهج قابل لإثبات النقص فيه

وهذا ما يوقع من يعتمدون الإختلاف في المشاكل ، فقائمة التهم جاهزه التي ستبدا بإتهامه بالتشيع ، أو بالإلحاد ، أو حتى بإتهامه بشتات الرؤية وتعمد المخالفة لمجرد المخالفة .

والأنكى عندما تناقش احداً ما من اقصى اليمين ، فيأتي لك بأقوال لأحد علمائه الذين يعبدهم ،والذين قد تسبقهم بعلمك الذي شمل علمهم وعلم من سبقهم ومن لحق بهم 
في المقابل عندما تناقش احداً ما من اقصى اليسار فيحاول إقناعك بفتاوى أو ثوابت من مذهبك ترفضها انت إبتداءاً

ليس لدي أي مشكلة مع التصنيفات بحد ذاتها ، المهم أن لا تتحول هذه التصنيفات إلى نظام معاملة ، ليس لدي مشكلة بأن اتهم بأني انطوي تحت أي مذهب ، المهم ان لا اعامل بسوء من دعاة أي مذهب لمجرد أن يُعتقد أني احمل فكراً مناوئ لما يحملونه

لكن يبدو أن لا مفر من الدخول في هذا الصراع ، ستكون دائما مضطراً لأن تضع نفسك في أحد القوالب ، والتي ستكون محاربة من اتباع قالب آخر ، حتى تثبت صحة منهجهم ، ولن يكون امامك إلا الإنطواء تحت ظل احد اطراف النزاع ، حتى لا تظهر وكأنك بلا مبدأ ، وبلا إيمان .

و لن يكون لك ذلك .. لانك لن تستطيع ان تحيى بلا إيمان ،  حتى وأن كان ما تؤمن به ليس صحيحا
لأن إيمانك هو بوصلتك .. هو مبدأك للمفاضلة بين خياراتك ، وهو مقياسك لتحكم حياتك .


لذا ابدأ بالمعرفة حتى تكون إيمانك ، الذي بالتالي سيشكل مبادئك ، والتي ستوجه افعالك .

هذا ما توحي به عبارة " واستفت قلبك "