الثلاثاء، 26 مايو 2009

بعض من ذكريات طفولتي ،، " حارس المبنى "



دائماً ما اسافر بخيالي إلى حينا العتيق !!

اجوب الشوارع ..
اذهب إلى بيتنا الذي لازال يقبع في احدى حارات اطهر أرض ..
اجد اصدقاء الطفوله ..
والذكريات التي نقشناها معاً على جدران ساحاتنا ..
ارى ألعاب المساء ..
وصباح المدرسه ..
اذكر الكثير من التفاصيل المجنونه التي لا اتخيل انني قمت بها ذات يوم ..
اذكر حارس المبنى الذي كنا نسكن فيه ..
لازلت اذكر اسمه ..
اذكر شكله ..
ولازال في راسي بقايا من حديثه ..
لا زلت اذكر ذلك العجوز الهندي الذي انهكه الدهر ..
وكان يجد سلوته فينا ..
ربما كنا نحن عالمه الوحيد ..
لطالما اعتبرناه فرداً منا ..
لطالما تقاسم معنا العابنا ..
وعندما ينهكه التعب يأخذنا معه إلى عالمه هو ..
ليرينا ألبوم صور لأطفاله الذين تغرب عنهم ليبحث لهم عن لقمة عيش تسد رمقهم ..
ربما لم نكن حينها نستوعب كل هذه الأمور ..
وبالتأكيد كان يدرك هو بأن براءة الطفوله التي تسكننا اصغر بكثير من ان تحتمل هذه الهموم أو تفهمها حتى ..
ولكنه ربما لم يجد أمامه سوى مجموعه من الأطفال الصغار ليبث لهم همومه بعد أن ضاقت انفس الكبار عن إحتمال هموم ذلك العجوز ..
فجعنا ذات يوم بعد عودتنا من المدرسه بمغادرته دون سابق إنذار ..
بحثنا عنه في غرفته ..
وفي الأماكن التي كان دائما ما يجلس فيها ..
حتى علمنا بإن غادر عمله ولا احد يعلم إلى اين ذهب ..
لا ادري لما دائما ما افكر في ذلك العجوز ..
اين هو الآن ؟؟؟
إلى أين ذهب ؟؟؟
هل عاد إلى أطفاله ؟؟؟
هل لا زال على قيد الحياه ؟؟؟ ..
أم ان الموت قد غيبه عن عالمنا قبل حتى ان يرى ثمرة شقاءه ..
ليس لدي إجابة على كل تلك الأسئله ..
ولكن كل ما أعرفه
أن ذلك العجوز كان بالتأكيد يستحق حياه افضل بكثير من الحياه الي كان يعيشها ..
حياه تناسب السن التي وصل إليها ..
حياة يكافئ فيها على سنوات التعب والشقاء التي افنى فيها عمره !!

ليست هناك تعليقات: