السبت، 23 مايو 2009

جامعتنا // حشو عقول ،، وهدر أعمار


اسير بخطوات متثاقله بإتجاه باب القاعه بعد ان أضعت _ متعمده _ ما يقارب النصف ساعه من المحاضَره ..
اعرف بأنه لن يفوتني الكثير ..
وأن ذلك الوقت سيكون مخصصاً لتتحدث فيه المُحاضِره عن عمل زوجها وعن مشاكل اطفالها في المدارس ..
ولا ادري ما الذي يعنينا في ذلك ..
اتأهب للموال الذي سيُصب في اذني كالعاده ( ليش جايه بدري .. كنت تأخرتي شويه كمان .. انت ما عندك ساعه ) ..لن التفت لكل ما ستقوله .. فإن سمحت لي سأدخل .. وإلا سأغلق الباب خلفي دون ان اجهد نفسي في مجادلتها ..
افتح الباب فتنظر إلي نظرة إزدراء وكأني ارتكبت جرما يعاقب عليه القانون ..
اخذ مكاني في اول معقد اجده ..
احاول أن اختلس النظر إلى الساعه ..متى سينتهي هذا الملل ؟؟
متى ستتوقف هذه المرأه عن حشو عقلي بالمعلومات التي لا طائل منها ؟؟؟
اجول بنظري في القاعه ..
هذه التي تجلس إلى جواري تمسك بهاتفها المتحرك لتراجع قائمه الرسائل ..
او تضع السماعة في اذنها لتستمع إلى أخر نغماتها ..
وتلك التي تجلس في اخر القاعه تسترق النظر إلى المراه لتتأكد من ان شعرها لا زال في وضعه الطبيعي ..
وهذه التي تجلس في الركن لتسرح بخيالها في عالم اخر .. او يغلبها النعاس احياناً اخرى ..
احاول ان اكتم ضحكه هستيريه في داخلي ..
اود ان افهم فقط ..
هذه المرأه التي تقف امامنا تخاطب من ؟؟!!
اتحدث نفسها ؟؟؟
هي في الحقيقه تقرأ الماده المفروضه علينا في المنهاج ..
وببساطه بإمكاننا نحن ان نقرأ ..
وأن نوفر على إداره الجامعه راتبها ..
وأن نوفر عليها هي الكثير من الوقت والجهد ..
هذا بإختصار جزء الماساه التي علينا مجاراتها في كل محاضراتنا النظريه ..
اما المحاضرات العمليه فهي الوحيده التي نشعر فيها بحقيقة التعليم ..
وبأننا نستفيد ونتطور ..
هذا طبعا إذا توفرت الأدوات التعليميه المناسبه في الجامعه ..
وإلا ..
فسيكون علينا ايضا ان نطلق العنان لمخيلتنا ..
ولا ادري كيف بإمكاننا أن نتخيل أن الآله تعمل .. ونحن لم نرها اصلاً ..
ينقطع حبل أفكاري بإعلان إنتهاء المحاضره ..
اخرج من القاعه وأنا لم استمع لحرف واحد مما قيل ..
احاول ان التقط شيئا من الحوارات التي تدار حولي ..
هنا يتحدثن عن ملابس المُحاضِره ومكياجها ..
وهذه تستهزأ بتلك الفتاه السخيفه التي تجلس في اخر القاعه ..
احاول ان ابحث عن من تتحدث عن المحاضره نفسها .. عن مضمونها .. ولم اجد ..
ولن اجد بالتأكيد !!
اتجه إلى المحاضره التاليه ..
انظر إلى ساعتي لأحسب الوقت المتبقي لإنتهاء هذه المعاناه اليوميه المفروضه علينا ..
ولا ادري إلى متى سنظل ندور في هذه الحلقه المفرغه ؟؟!!
لنبكي بعدها على اعمارنا الضائعه بين اروقه الجامعه !!!

ليست هناك تعليقات: