السبت، 23 مايو 2009

حول كارثة حضرموت <<< فلتحترق اقلامكم



بالتأكيد الكل تابع اخبار الكارثه التي حلت بمنطقة حضرموت ..
وحجم الخسائر الماديه والبشريه التي نزلت بتلك المنطقه ..
ولنا ان نتخيل الآثار التي خلفها ذلك اليوم في بلد تعيش غالبيه منه تحت خط الفقر ..
فبين ليله وضحاها وجد هؤلاء الناس انفسهم بلا مأوى ..
ليلهم قارس يجلد خيامهم _ او ديارهم التي غدت بلا جدر _ ..
ونهارنهم تنين حار يلهب خيامهم بقسوته ..
مع إداركنا بالتأكيد ان الذي يعيش الماساه في الواقع ليس كالذي يتابعها عبر الأذاعات !!
ولكن ..
لو نظرتم إلى الأعين هناك سترون ما هو ابعد من الحزن ..
أنه الحس بالخديعه والغضب ..
سترون تلك الوجوه غاضبه مذهوله ..
لأن هناك من خدعها واستغل ماساتها ليجمع حفنه من الأموال ..
فكل من سمع بأرقام المساعدات التي ارسلت إلى المنطقه المنكوبه سيجد انها كافيه لبناء البلد برمته وليس المنطقه فحسب ..
اذن هذه الأرقام تضعنا كالعاده امام سؤال كبير ..
كل هذه الأموال العربيه التي جمعت ..
كم منها سيصل ؟؟؟
كم منها سيروي ظمأ الفاجعه ؟؟؟
من قال بان هناك من سيساعدنا إن كان عليه ان يقايض إنسانيتنا بخيزه ..
ويدفع كرامته ايضا مقابلاً لإتمام الصفقه ..
ولكننا نرفض أن نكون ذريعة يُستجدى بها اصحاب القلوب الرحيمه لإبتزاز اموالهم ..
من خلال برامج تعرض مشاهد من الماساه مصحوبه بالموسيقى الحزينه ..
وفي اسفل الشاشه يمر شريط بأرقام الحساب التي تُرسل إليها التبرعات " الأنسانية " حسب زعمهم !!
هذا عدا عن من قام بنظم القصائد التي تصور مشاهد من الكارثه ..
مع التغني طبعاً بكرم المسؤول " فلان " الذي اسبغ علينا من فضله ..
في الحقيقه ..
لو عوملت هذه الماساه على انها إنسانيه _ كما يُدعى _ فعليهم ان يتوقفوا عن إستثمارها كالمزادات العلنيه التي تُباع فيها الكرامه ..
وعليهم ان يسموا باقلامهم ويكفوا عن إستغلالها بإدعائهم لشرف تبنيها ..
لأننا بالنهايه لسنا بحاجه إلى تحويل احزاننا إلى تطريب : مدح ،، رثاء ،، .......... إلخ ..
فلتحترق أقلامنا إن كنا سنكتفي بقصيده امام هذه الكارثه ..
ولنصمت نحن الجالسين في مقاعدنا الوثيره نتابع اخبار الغرقى ..
وحجم الخسائر .. ثم نحصي على الآله الحاسبه حجم الخسائر ..
ونستعين بهذا كله في تدبيج ابيات قصيده تحكي أخر الأنباء ..
ولكن ..
بقي لنا ان نريح ضمائرنا المختبئه خلف المحبره ..
فواجبنا الحقيقي يكمن في الفعل هناك .. في اليقين بأن كل ما يرسل يصل إلى من هم بحاجه إليه ..
او المساعده في ذلك ..
او على الأقل إيصال صوت الحقيقه إلى العالم خارج نطاق الماساه .. وهذا أضعف الأيمان !!
بالنهايه أنا هنا لا أعرف ما هو المنطق ؟؟؟ ..
ولا ادري اين هو الآن ..
كل ما اعرفه أن هناك كارثه حلت بأهلي ..
وأن هناك من يستغل مصيبتنا لبيبع إنسانيته في سوق الضمائر !!

ليست هناك تعليقات: