الجمعة، 18 سبتمبر 2009

تعقيـــبـاً عـلى أبـي الـفــرج ابن الجــوزي ,,, فــي أخبــار السـبــائـك !!!




لو قُدّر لأبي الفرج عبدالرحمن بن علي بن الجوزي، (المتوفى 597 هجرية)، أن يعيش في زماننا هذا، لتحول كتابه الشهير (أخبار الحمقى والمغفلين) من 150 صفحة محققة، إلى بضعة مجلدات!

ولأصبح عنوان الكتاب بدلاً من (أخبار الحمقى والمغفلين)، (أخبار الدلوخ والسبائك والبثرين).

قال أبوعبدالله: فأما الدلوخ، فهي جمع دلخ. يقول السعوديون بدارجتهم: فلانٌ دلخ، وهو عين الأحمق، غير أنه يضيف حالة التميز على الأحمق المجرد.

أما السبائك، فهي جمع سبيكة، ومن خصائص لغة السعوديين، استخدام السبيكة، وهي مؤنثة، والدلالة بها على المذكر، وفي ذلك من الحكم أن السعوديين لا يضطهدون الأنوثة، بل هم يكرمون المذكر بوصف أنثوي. وقولهم: فلان سبيكة، يراد به أنه غبيٌ، بالغ الغباء، يقارع أباطرة البلاهة، وسُمّي سبيكة، ليس لقيمة السبيكة، بل لأنها جماد أصم، لا ينطق بمنطق أو بدونه!

قال أبوعبدالله غفر الله له: أما البثر، فهو أثقل الناس طينة، وأسوأُهم عجينة، إذا رأيته يسير في طريق، تمنيت السيرَ في غيره، وإذا جلست إليه تمنيت أن يصاب أحدكما بما يوجب عليه مغادرة المكان دون أن يُلام.وأحسب أن العامية استقت كلمة بثر، من كون الحبوب النافرة في الجسد، تلك التي تؤدي بالمرء إلى الاستياء والألم، تسمى بثوراً.ويقال للبثر، بثراً، لأنه ينبت في المناسبات، والأجواء، التي لا ينتظره أحدٌ فيها، ولا يتمنونه، ولا يرجونه...قلتُ: ولأنباء البثرين والسبائك والدلوخ تتمة، نرجو أن يسهل الله لنا جمعها في مصنف يكون تتمة لأخبار حمقى ابن الجوزي، وبالله التوفيق، وعليه التكلان.








~~~~~~~
قال أبو عبدالله غفر الله له: وفي إتمامنا جهد الإمام ابن الجوزي، في ذكر (أخبار الحمقى والمغفلين)، نكمل ما بدأه أئمتنا من بناء، وما سبقونا إليه من فن وكتابة وعطاء، تحت عنوان: (أخبار الدلوخ والسبائك والبثرين)، وهو دليل بيّن على خطأ من قال: ما ترك الأول للآخر شيئا!

قيل لأبي عبدالله: رحمك الله، أفلا ترى تطابقاً بين الحمقى والدلوخ؟! فرد: ثكلتك أمك، إن الدلوخ أحمق من الحمقى، والبثرين أثقل على قلب المرء من المغفلين، ولو أدرك أبو الفرج، بني جلدتنا من البثرين، لما كلّف نفسه في تصنيف كتاب، ولا في تدريس منهج، ولا في رواية مؤَلّف، في مقابل استنفاد البثرين لوقته تتبعاً وتعقباً، والدلوخ لجهده تصنيفاً وتأليفا، والسبائك لاهتمامه كتابةً وتوثيقا.وزاد غفر الله له ولوالديه: إذن لتفرغ أبو الفرج لموسوعة لا حصر لصفحاتها في أصناف البثرين، وأنواع الغثيثين، وطبقات الثقلاء، ونُكتِ البلهاء... ولأبرمت شركات الاتصالات مع ابن الجوزي العقود تلو العقود، ليكتب لهم المسجات (في رواية هي الرسائل) في أخبار القوم، وأنبائهم، وطرائفهم، ونوادرهم، ما لا يجمعه مصنف، ولا يستوعبه كتاب.

قيل لأبي عبدالله: حدثنا غفر الله لك عن خبرهم، فقال: والله لأحدثنكم من أخبارهم ما تنوء بحمله الكونتينرات، وتضيق عن شحنه الطائرات، وتضيق بنبئه الشنط (جمع شنطة، وهي الحقيبة) والشُّحنات، ولا تستعجلوا، فكل ما هو آتٍ... آت. وفي الجعبة الكثير، فعسى الله أن ييسر الأمر لروايته، والقلم لكتابته، واللسان لحكايته، وهو سبحانه ولي التوفيق، وإله العون والتسديد.




لــ/ تركي الدخيل

ليست هناك تعليقات: