السبت، 11 يوليو 2009

ذكـريــات دفــاتر المــدرســه !!!


عندما كنت في المدرسه ،،

كنت اعتقد انني انتمي إلى فئة " الدوافير" ،،

والدوافير يحتلون الصفوف الآولى دائما
حتى وصلت بدراستي إلى " الثاني إعدادي " ،،

يومها ،، طلبت مني الآستاذه اني استبدل مكاني مع زميلتي التي بالخلف ،،
وهناك ،، أي في الصفوف المتأخره ،، تختبئ متعة ايام الدراسه ،،
اكتشفت صديقتي التي تشبهني في كل شئ ،،
والتي استطاعت إخراج طاقات الجنون المكبوته في داخلي !!

اكتشفت معها مكتبتنا السريه ،،
امتلأت ادراجنا بالروايات والكتب ،،
بينما ضجت حقائبنا بمقررات الدراسه الرثه !!
.......................


الهروب من غباء المقرر ،،
او رتابة اليوم الدراسي تجئ احيانا على شكل نوم ،،
او محاولات شغب ،،
او احيانا على صورة احلام يقظه <<< يعني تصير جالس في الفصل ،، لكن فاصل ،، خارج الخدمه مؤقتاً
.......................

يمر اليوم بأكمله ونحن نتبادل اوراق القصائد التي التي كانت تمرعلى الفصل بأكمله ،،
ولا ننتبه إلى المكان الذي نجلس فيه إلا في " حصة الرياضيات " ،،
فطبع مدرسة الماده لم يكن يسمح لنا بالتلهي ،،
كما ان عشقي لهذه الماده كان دائما ما يجعلني انصاع إلى رتابة مقاعد الدراسه !!
.......................


" مادة التعبير" هي مادة الآلهام والآبداع بالنسبة لنا ،،
هذا إذا لم " يقرفنا " المنهاج " بالحديث عن اسبوع المرور او اسبوع الشجره !!
اذكر ان الأستاذه تركت لنا ذات مره حرية التعبير عن موضوع نختاره نحن !!
فإنطلقت انا في عالم خواطري ،، وبواطن الآسئله التي كنت ابحث لها عن إجابات معتمه !!
بينما لم ترحمني صديقي من جديتها المفرصه ،، فإختارت ان تكتب عن إرتفاع معدلات البطاله في العالم العربي <<< في ثاني إعدادي وتكتب عن البطاله ،، مو صاحيه هذيك البنت !!
..........................

متعتنا المشتركه والوحيده كانت هي المجله المدرسيه التي قمنا بتأسيسها بأقلامنا الفتيه ،،
والتي عندما اعود إلى قرائتها ،،
يذهلني كم السذاجه والسطحيه التي كنا نفكر بها !!
تلك المجله منحتنا ولو بشكل مصغر ،، حلم لم تمنحنا إياه الحياه !!
............................


اذكر ذلك الصباح الذي ضبطنا فيه بالجرم المشهود ،،
ونحن نحمل بين إيدينا روايتنا الآدبيه ،،
اذكر ان حكايانا لم تتجاوز حدود المخيمات الفلسطينيه ،، ونكبات الحروب ،،
او إن توغلنا كثيراً ،، فلن نبتعد ابداً عن فلاسفة الفراعنه وشطحاتهم !!
كنا نعتقد ان المغزى الذي تحتويه كتبنا ،، قد يشفع لنا حينها <<< بس مدارسنا ما عندك احد
.............................

اعتقد ان ما يغفر لمدارسنا هو انها دفعتنا إلى الهروب إلى قصائد احمد مطر ،، وروايات نجيب الكيلاني ،، وعبقريات العقاد ،، والجدل العقيم حول مقالات انيس منصور !!
بدلاً من حاولة كتابة رسالة سخيفه بــ " اللغة الأنجليزيه " ،، او إحتمال سذاجة استاذة العربي العجوز،،او حتى مغافلة لحظات النوم ونحن نستمع إلى قصص التاريخ ،، ونتثاوب عند كل نكسة عربية مرت بنا !!
.........................


كنا نعتقد حينها ان تلك الكتب هي درب الخلاص الآول لنا ،،
وبصيص ضوء على مستقبل كنا نحلم به يوما ما !!


فهل كان لدى احدكم نافذة أحلام في فصل مغلق ؟؟!!!

ليست هناك تعليقات: