الجمعة، 10 يوليو 2009

فـي روؤسـكـــم بقيــه من رواسـب ابـي جهــل !!!


قد نقرأ خبراُ في احدى الصحف يتحدث عن اول امرأه تتولى المنصب "الفلاني " ..

فنلتفت إلى الخلف سريعاً ..

لنقيس المسافات التي قطعناها ..

ونشعر بالنشوه لكوننا لازلنا قادرين على السير ..

ونرضي نرجسيتنا بالحديث عن انفسنا ..

ونتباهى بالتقدم الذي نعيشه والذي مكن المرأه من اعتلاء منصة المسؤوليه ..






هذا يدعوني لأن اتذكر عشرات النسوه ..

اللاتي اثبتن براعتهن في حقول كثيره ..

في حقول العلم ..

الأدب ..

والعمل الأكاديمي ..

وكافحن لأجل ذلك اعواماً طويله ..






ففي الواقع ،، المرأه منذ الآلآف الأعوام وهي تعيش الصراع الأجتماعي القاسي المسلط عليها _ احيانا _ ..

صراع الفهم الخاطئ السائد حول إمكاناتها والتي اقتصرت على على اعتبارها " ربة للمنزل فقط "

وبإنها لايرى فيها ما يصلح لغير المطبخ ..

ليس إستخفافاً مني بالوظيفه الأسمى للمرأه ..

و لكني ارفض ان يحصر دورها بمجرد هذه الوظيفه ..






لذا إن كنا بحاجه إلى امٍ مربيه ..

فنحن ايضا بحاجه إلى ام مثقفه .. واعيه ..

قادره على إنشاء جيل منتمي وباني








سأعود إلى موضوع الصراع الأزلي للمرأه ..

واعتبارها _ من بعض العقول التي لازلت تعشش فيها بعض من بقايا الجاهليه _ كائناً متخلفا ًعليه ان يقوم بمهامه وحسب ..

مع حرمانه من حق إبداء الرأي في شؤونه المصيريه ..





فالمجتمع يحرص بإستمرار على تقليم أظافرها ..

ويقدمها إلى الحياه مقيده ومعصوبة العينين ..

ومكبله بكافة انواع العيب والشعور بالذنب ..

وكأن تاء التأنيث هي قيد يكبل كل من تحمله ..







فلا زلنا نعتبر أن المرأه هي تلك " الحرمه " التي يهمنا سترها بأي زواج ..
ولازلنا نحتفظ بصورة تلك الفتاه التي تجد في زواجها فرصه وحيده كي تخرج من دارها ..
وكي تشعر بإهميتها ..
فتاه رأسها محشو بمجموعة اساطير عن العيب والممنوع ..
وننسى او تناسى انها كائن إنساني له الحق في ان يحقق وجوده وأن يختار مصيره ..
فإن وجدت ذلك في الزواج والأمومه ..
فإن ذلك يصبح بالنسبة لها عملاً إنسانياً يرتبط مباشرة بإهداف المجتمع الذي تعيش فيه ..
ومن هنا تكون مسؤوليتها نحو تطور امتها كبيره ،
والأخلال بها يؤدي إلى مزيد من التعثر الذي تعاني منه امتنا في محاولاتها للنهوض من كبوتها ..
ارجوا ان لا يفهم من حديثي السابق اني ادعوا إلى استيراد التحرر المشوه ..
لأنه بالنهايه يؤدي إلى الفوضى والأنحلال كصورة المجتمعات الأستهلاكيه ..
والتي جعلت المرأه سلعه يتم إستغلالها كوسيله لمخاطبة المستهلك ..
لا نسعى إلى تصنيف المرأه بسطحيه متوارثه من عصور الأنحطاط ..
ولكننا نطمح إلى نوع من الحريه المقيده بضوابط الدين .. والعرف الذي لا يتعارض مع كرامتها ..
فبقراءة سريعه للسيره النبويه ..
سنكتشف أن مكانة المرأه ودوها في المجتمع كان اكبر بكثير ايام الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابه عما هو عليه اليوم ..
فقد كانت المرأه اماً وزوجه وعامله ومجاهده وتروي الأحاديث وتفتي في الدين ..
بل وتدخل في امور السياسه وتساعد الحاكم >>> كما اشارت السيده ام مسلمة على المصطفى صلى الله عليه وسلم بحلق رأسه يوم الحديبيه ..
بل اننا تفخر بأن من ثبت رسولنا واعانه في شدته الأولى كانت امراءه ..
يكفينا فخراً ان اول من اعتنق الدين الأسلامي على وجه الأرض كانت امراءه ..
ولكني لا ادري لما نعيش هذه الأنتكاسه ؟؟!!
كذلك ،،
لا نريد للمرأه ان تهرب من سجن العادات الجائره ..
سجن الخوف والقهر والموت سراً ..
لكي تلجأ إلى سجن اكبر يتمثل في شعارات البحث عن " الحريه ".. و" المساواه بين الرجل والمرأه " ..
والتي تدعو إلى تقليد الرجل الناجح .. لنزيد عدد الرجال فقط ..
فهل يجب أن ينبت للمرأه شاربان ..
وأن تكون قذرة المظهر ..
خشنة الصوت ..
هل يجب عليها أن تطالب بإحراق الرجال كي تحصل على بعض من حقوقها المسلوبه ..
بالنهايه علينا أن نفهم أن الكحل ليس مرادفاً للتفاهه ..
التفاهه هي ان لا يكون في عيني المرأه إلا الكحل ..
علينا ان نتحرر من الفهم السطحي للمرأه العامله والمثقفه ..
فهي ليست بالضروره عجوزاً ولا يائسه .
هي انثى مثلي ومثل غيرها من الأناث ..
تحب الحياه كما نحبها .. ولكنها اكثر وعياً ممن لم يفهم بعد من هي ؟؟؟
\
/
\
/
\
/
ومضة قلم ،،،
المرأه لدينا قد لا تكون مهضومة الحقوق تماماً ..
بقدر ماهي فريسه لسوء التقدير وسوء الظن ..
فمجتمعنا لم يقتنع بعد بقدرتها على البناء والتنظيم ..

ليست هناك تعليقات: