الخميس، 20 أغسطس 2009

تـعـتيـم الإعــلام العــربـي ،، هل سيـصـيرنـا إلى امـة من ............. ؟؟؟!!

مقال رآآآآئع
للدكتور محمد العوضي
كم هي محزنة حجم المأساة عندما يتلاحم مزاج الشعب مع مزاج الحاكم او الحكومة على ما هو ضد الحق،
العدل، الانسانية، العقل!! حتى لو قلنا ان هذه المفاهيم (الحق، العدل، الانسانية،
العقل)، نسبية من حيث التطبيق والزمان والمكان!
والمأساة تزداد ضراوة على ان
يكون الاتفاق والانسجام الشعبي والرسمي جاء نتيجة اجراءات قانونية في بلد ديموقراطي
او دولة مدنية حديثة متطورة اوروبية مثلا.
الناس لا ينسون ان الابادة الجماعية
العنصرية وعمليات السخرة التي قام بها النظام النازي الالماني ضد اليهود كان يحظى
بموافقة الغالبية العظمى للشعب الالماني الذي اختار هتلر واجلسه على كرسي الحكم عن
طريق الانتخابات بوسائلها المدنية وليست الحربية.
واذا اردنا مثالا قريبا جدا
منا زمنيا وجغرافيا، فإن حرب الابادة المكشوفة التي قامت بها اسرائيل ضد غزة، والتي
دانتها جهات حقوقية، ورموز سياسية من الداخل الاسرائيلي وخارجه، وباعترافات افراد
الجيش الاسرائيلي ذاته كما نشرت الصحف الصهيونية، بأن الاوامر كانت تقول لهم اقتلوا
كل «حي»، هذه الابادة جاءت بمباركة شعبية اسرائيلية، من خلال الاستبيانات التي اخذت
الرأي العام الاسرائيلي واوضح من ذلك صعود اليمين المتطرف إلى الحكم من خلال
الانتخابات وبطرق سليمة.
كتاب «أمة من الغنم» a nation of sheep، لمؤلفه
الاميركي وليام جيد ليدرر william j. Lederer، يتكلم في بعض محاوره عن الانفصال
والاتصال بين الجماهير وحكومتهم «الاميركية»... ويأتي الكتاب كاجابة عن الاسئلة
التي طرحها 8000 مواطن حول كتاب المؤلف السابق «الأميركي القبيح» وكون المؤلف
مراسلا مغامرا وجادا فإنه يذكر ان الكثيرين من المختصين من المحررين «لا يملكون
الوقت لكشف اساليب الدعاية الكاذبة او للبحث عن خلفية الاحداث التي يكتبون عنها
،فعندما تصل تقاريرهم إلى صحفنا من اميركا - كما يقول المؤلف - يقوم المحررون في
الجريدة بوضع المانشيتات العريضة وفي المحصلة لا انا ولا انت نملك في اميركا اي
وسيلة لندقق على ما نقرأه ولا يمكننا الاعتماد على الحكومة لمساعدتنا في ذلك».
ص 119 - 190 من الكتاب ترجمه وقدم له د. عدنان شوكت شومان.أتساءل بعد هذا
الكلام، الذي يعتبر فيه المؤلف الاميركي ان غياب الحقيقة وصعوبة تصحيحها في الاعلام
واليأس من الحكومة في ترميم الاغاليط من الاخبار... كل هذا وغيره يجعل شعبه امة من
الغنم لأنهم مسيرون بوعي زائف... هل ما يحصل عندنا من فوضى في الصراع المتأجج
اعلاميا، التحيز بشكل بشع ظهر في شكل إساءات مباشرة تجاوزت كل الحدود... هل كل هذا
مع فزعة جماهير متضاربة وارتباك حكومة في الاجراءات المطلوبة لتخفيف الازمة... هل
هذا الواقع يجعلنا امة من البشر؟!
*****
اكثر ما لفتني في مقاله
حديثه عن الآعلام ودوره في تشكيل الواجهة الثقافيه للشعوب ،،
وإيصال صوت الحقيقة المجرده إلى خارج نطاقها المحدود !!

حاولت إسقاط ما جاء في مقاله على المرحله التي نمر بها في هذه الفتره !!
فوجدت ان إعلامنا فعلاً يحوي نوعاً من التعييم و" غسل الدماغ الجماعي " لأفراده .. في محاولة لتمويه الرؤى ،،
وتثبيت بعض المفاهيم والتصورات .. ومحو بعضهاً الآخر

فاغلب القائمين على وسائل الآعلام في العالم العربي هم في العاده من المقربين إلى رجال السلطه ،،
إن لم يكن للسلطة نفسها قنوات إعلاميه تروج لأفكارها وإتجاهاتها !!

ولا يخفى على احد ما يجري في تلك القنوات من تظليل للحقائق
بهدف التأثير على رأي الشارع والمواطن البسيط ،،
وتوجيه إنظاره إلى ما يخدم مصالح الثروة والسلطه ،، ولا شئ غير ذلك !!

فلازالنا نبحث وسط هذه الكومة من القنوات
عن من يكسر طوق التعتييم هذا ،، ويروي لنا وللعالم حقيقة ما يدور في الخفاء ،،
فيؤدي إلى خلق الوعي بهموم الشارع العربي !!

ولكن وللأسف ،،
هذا النوع من الآعلام _ الذي نبحث عنه_ سيظل صوته خافتاً وحبيس منابر إعلاميه خجوله ،،
تتضائل قوتها امام جبروت السلطه !!

عموماً ،،
اعتقد ان عملية التعتيم الإعلامي في هذا الوقت اصبحت ضرباً من المستحيل ،،
فالشعوب العربيه لم تعد تعيش بمعزل عن العالم ،، ولم تعد تقبل بمن يستغفلها !!

ولكن وإن اردتم الحقيقه !!
فقد يكون هناك فعلاً من يحاول _ من خلال اداة الأعلام _ الأبقاء على تفاهه هذا الجيل وضحالة فكره ،،
ربما هناك رغبة في ان يظلوا مغيبين عن واقعهم وعن قضاياهم ،،
حتى تنشأ امة من .............!!!

ليست هناك تعليقات: