الأربعاء، 12 أغسطس 2009

(الفلسفه = الواقع ) << هل هذه المعادله صحيحه ؟؟!!!

حينما اقرأ لبعض الكتاب
اجد ان البعض منهم يتحدث كأننا نعيش في المدينه الفاضله ،،
وفي عصر افلاطوني وهمي !!

يحاول ان يتصور ان من يعيشون حوله هم الفضلاء والنبلاء الذين صنعهم فلاسفه اليونان في كتبهم !!

قد يكون ذلك نابعاً من النقاء الداخلي الذي يعيش به ،،
ولكنه لو تمادى أكثر فقد يكون هذا عرض مرضي،، وقد يكون مصاباً بنوع من السذاجه !!
هو يفترض انها المثاليه التي يحاول الوصول إليها ،،
مع علمه بأنه لا وجود للمدينه الفاضله في هذه الدنيا الفانيه ،، ولن يكون لها وجود !!

هناك من يصور المدينه المنوره في العهد النبوي ،، على انها المدينه الفاضله ،، بالتأكيد ،، كانت تلك البذور التي وضعها اشرف الخلق في مدينته اقرب إلى الفضيله ،،ولكن الصحابه كانوا بشراً ،، يمتلكون صفات البشر وطبائعهم وفطرتهم ،،
لن اتوغل اكثر في هذا الجانب ،، حتى لا اتوه اكثر
وسأعود إلى الفلسفه التي بدأت منها !!

نحاول احيانا ان نتخيل الدنيا بشكل مجرد كما تصوره لنا الفلسفات الواقعيه ،،
نحاول إبعاد كل الآفات التي تعتري مجتمعاتنا ،،
والتشوهات التي تخالط فطرتنا
ونتصور لو كان بالآمكان الأقتراب قدر الآمكان من فلسفاتنا وإنسانيتنا !!
حتى نقارب ما بين الواقع المعاش ،، والجانب الفلسفي الذي تصوره اذهاننا
كنت افهم الفلسفه على انها تجرد لك الواقع والآنسان ،،لكي تستوعب عالمك ،،
ولكي تدرك حقيقة نفسك !!
قيل عنها هي التفكير في التفكير أي التفكير في طبيعة التفكير
وقيل عنها انها الثرثرة وكلام لا اساس له
وجميعها مفاهيم لا تستند الى اساس قوي
فالفلسفه تدرس كل شيء بما في ذلك نفسها
الفلسفه هي الوصول الى المثاليه في التفكير
تفسر بعض المظاهر التي عجز العلم عن تفسيرها لان العلم لم يقدم على تفسير كل الحلول
فمازال العلم لغز حير الكثيرين


فعندما بيتوقف العلم ويعجز عن تفسير بعض الظواهر
تبدأ الفلسفه بالظهور للخروج بالعلم من عنق الزجاجة *
بالتأكيد ،،
هناك الكثير من الشطحات التي ينحى إليها الفلاسفه احيانا !!
ولكن الآسئله التي يخوضون فيها تفتح امامك نافذة على العالم لم تكن لتبصرها !!
كيف تتحرك الآحاسيس والآفكار بداخلنا ؟؟!!!!
كيف تصنع قناعتنا ،، وتحدد توجهاتنا ؟؟!!
وكيف تجيب عن الآسئله التي تدور بخلدك ؟؟؟!!
لعلي اوغلت كثيراً هنا في تناقضاتي واضعتكم معي !!
ولكني احيانا لا افهم لما نلجأ إلى تنميق العبارات والآفكار !!
إليست الحياه ببساطتها هي الآجمل ؟؟!!
ما حاجتنا إلى الشتات الذهني التي يصنعه الفلاسفه إن لم يتم إسقاطه على واقعنا !!
وإن لم يكن هناك فائده تُرجى منه !!
اعتذر لكل من تاه معي هنا !!
كونوا بكل الخير
بعيداً عن جنون الفلاسفه

هناك تعليقان (2):

صبا يقول...

لو سُئلت ماهى الفلسفه..؟ لقلت هى أرقى أشكال التفكير ..وهى بالفعل كذالك ..


كونها تسمو بالنفس لتصل لمراتب القدسيه المٌثلي .. فقط أذا ما تم مراعاه جوانب عده مهمه ..


وأهمها عدم التوغل كثيرا" فى عوالمها المتخمه جدا" بدروب التيه ..والفلسفه بحد ذاتها أسقاط روحى لما يدور بين خلجان النفس ..ل


ذا أرتبطت الفلسفه بالقيم والاخلاقيات المٌثلى ..والحقيقه ان الفكر الفلسفى هو الجامع لشتى العلوم الاخرى ..


تطورت الفلسفه بمرور الزمن وعبر العصور لتصل الى ما هى عليه اليوم من الواقعيه والمنطق ..


صحيح أن الفلسفه هى الغوص فى تفاصيل التفاصيل أو ما بات يعرف (بفلسفه الفلسفه ) لكنها فى الحقيقه نقله نوعيه لترسيخ القيم المثلى فى المجتمع ..


والحقيقه ان أيجاد مجتمع مثالى بمعنى الكلمه هى ضرب من ضروب الخيال ..فالسنه المعهوده منذو نشوء الخليقه تنص على ان الخير والشر فى صراع حتى النهايه ..


وهذا لا يمنع من امكانيه خلق مجتمع مثلى إلى حد ما وبمعايير نسبيه ..


سعى أرسطو و أفلاطون وسقراط لأيجاد المدينه الفاضله والتى هى( أثينا ) ومع كل ذالك ذهبت أمانيهم أدراج الرياح ..


لكنهم أستطاعوا ان يخلدوا أفكارهم الساميه قرونا" من الزمن .. وعليه يمكننا وصف اثينا اليوم مقارنه بنظيراتها فى العالم بالمدينه الفاضله ..


حيث تتدنى معدلات الجريمه .. فحين قتل شرطى طالبا" العام الماضى عن طريق الخطاء ..قامت الدنيا ولم تقعد فى عموم مدن اليونان ..


وخرج الشعب فى تظاهرات جابت مختلف المدن اليونانيه ..قائلين أن الحادثه دقت جرس أنذار لأنحسار القيم النبيله فى المجتمع اليونانى ..


وهكذا تصرف هو نتاج لفلسفه الحياه الجميله الخاليه من العقد والتى تحدث عنها أفلاطون ..



يتبع ...


ريان سالم (( نورس الجنوب ))

صبا يقول...

الفلسفه تعبير رومانسى وهادئ فى أنَ معا" ..يقال فلان فلسفى ..بمعنى رجل ذات حدس رفيع ..لذا عرف الفلاسفه على مر التاريخ بصفوه المجتمع وبنقاء سريرتهم ..


ومع كل ذالك اوصل الأسراف فى التأمل الفلسفى الكثير الى مربعات خطيره ..أفلاطون مثلا" قضى عمره كاملا" باحثا" عن الحقيقه .. ورغم عن كونه فيلسوف سفسطائى يميل الى الروحانيه الفلسفيه ..وقع فى فخ االلأهوتيه الفكريه .. والحقيقه التى توصل أليها أثناء بحثه عن الوجوديه ( هو ان الله خلق العالم ثم نسيه )


ليس أفلاطون وحده من وقع فى شرك اللاهوتيه الفكريه .. أيليا أبو ماضى مثلا" أحد رواد مدرسه أبولو الشعريه


وصل به به الاسراف الفلسفى الى قوله الشهير ( أتيت ولا أدرى لما أتيت .. لكنى أبصرت قدامى طريقا" فمشيت )
فى الفكر الأسلامى ظهر أبن خلدون (والعمران البشرى ) الفارابى.. والغزالى صاحب مدرسه المعتزله والتى خاضت جدلا" واسعا" عما أذا كان الأنسان مٌسير أم مٌخير ..


ويحسب للفلاسفه العرب أنهم تركوا الوجوديه بعيدا" عن بحثهم الفلسفى ..


تعتمد الصوفيه مثلا" على التأمل واللاوعى الداخلى للأنسان .. بما يشبه الرهبانيه لدى البروتستانت والكاثوليك والأرثودكس ..


وهو ما جعل كثير من دعاه الصوفيه ينحرفون على المجرى الحقيقى من عقيده التأمل الفلسفى .. مستندين على الأيه ( وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) أتمنى التصحيح أذا ما وردت الايه بشكل خاطئ..


واليقين لديهم هى الوصول للكمال التام وبه يصبح المرء لاهوتيا" يمده الله بالعديد من الكرامات وهى ما تبرز جليا" بتصرفات المنضوين تحت رايه الصوفيه من طعن وضرب وشج للرؤوس ..قال أحد رواد الصوفيه ذات مره ( ورايت الناس حولى سجدا" وقيامٌ)


والفلسفه اليوم تحتلف جذريا" عما كانت عليه سابقا" حيث أُدخل المنطق كحل علمى يواجه جموح الفكر التأملى للفلسفه ..


فأن يقول أحدنا ( السماء صافيه ) كتعبير فلسفى ياتى المنطق ليثبت ذالك بحقائق منطقيه لمعرفه ما أذا كانت صائبه أم خاطئه ..


وعليه تتعدد الأحتمالات عما أذا كانت السماء صافيه ..أو السما ء ليست صافيه .. أو السماء صافيه وليست صافيه .. ووفقا" لقوانيين منطقيه .. نحصل على قضيه صائبه منطقيه ..


أكثر ما شدنى حقيقه فى الفلسفه هى تلك القصه القصيره لشكسبير والتى خصص لها النقاد الفلسفيون الكثير من المجلدات والأبحاث ..


القصه التى وصفت بكونها أقصر قصه قصيره فى التاريخ ..تقول القصه ( وبينما هو عائدا" .. كان الديناصور قد أستيقظ )


شخصيا" لم تكن تثيرنى القصه واستغربت سر هذه الضجه لمقوله عابره لا تعنى لى شئ ..


وذات مره صادف أن قرءت دراسه تحليله للغز المحير وراء هكذا قصه ..والحقيقه أنى أصيبت بالذهول ..


لأن الفلسفه وضعت كل التوقعات والاحتمالات لحياه صاخبه منذو نام الديناصور والى أن عاد الرجل وهات يا تفاصيل ..

المهم .. لأ أريد أن اتوهكم معى .. يبدو أنى فى الطريق لأصبح منظر فلسفى .. أمسكوا أعصابكم ..



الشى الاهم والذى أود الحديث عنه هو ان الفلسفه هى أيضا" الدبلوماسيه وهى بحد ذاتها فن الأقناع .. وسبل الخلاص من مأزق معين ..


فحين يقف الشخص منا فى موقف معين ..تكون الدوبلوماسيه هى الطريق الأقصر للتخلص من شرك ما ..


فيقال دائما" رد دبلوماسى ..أى بدقه عاليه وخروج باقل الخسائر .. وطلاب العلوم السياسيه يعرفون ذالك جيدا" ..


فى النهايه تحمل الفلسفه أيقاع خاص يتسلسل بخفه ليلامس شغاف النفس .. فحين نقرء لنزار قبانى أو احمد مطر نشعر وكأن موسيقى صامته تصاحب قراءتنا .. وهنا تكمن روحانيه الفلسفه المحضه **


لذا انا مؤمن بالفلسفه كـ علم يحمل الكثير من القيم والمعارف المهمه لصنع مجتمع المدينه الفاضله ولو نسبيا" ..


وأيمانى هذا ليس ظريعه (حلوه هذى ظريعه ) لأتخاذ الفكر الفلسفى منطقا" للتعامل والتعايش فى

الواقع المعاش والذى يتطلب واقعيه فى فهم مجريات الحياه وأحداثياتها المعقده..



ريان سالم (( نورس الجنوب ))