الاثنين، 21 مارس 2011

آلة تصوير على كتفه.. و دمه على كفّه احلام مستغانمي


قال تعالى:
"ما تدري نفس ماذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأيّ أرض تموت" (سورة لقمان)ـ
***
سقط علي حسن الجابر شهيد الحقيقة. ما كان جنديّا، بل جيشاً بعدد مشاهدي صوره المسروقة من بين فكيّ الموت.ـ

كان بطلاً من الزمن العربي المعاصر، آلة تصوير على كتفه، و دمه على كفّه. واحد من مجاهدي الصورة. ترك نعمة العيش في بلاد يقصدها الناس من كلّ صوب، ليغنموا من خيراتها.. و اختار أن تكون الشهادة غنيمته و مكسبه.ـ
ليته شاهد جنازته، ليته استيقظ برهة ليرى دموع الليبيّين و هم يبكونه، و هتافاتهم و هم يودّعونه.ـ

أيّها المصوّر قم و صوّر جنازتك. بربّك هل شاهدت عدستك مشهداً أجمل؟ و هل حلم مصوّر عربي بأن تصلّي عليه أمّة بكاملها؟

الرجل الذي غبطناه على استشهاده، حتى اشتهينا ميتته، كانت آخر ما التقطت عدسته مشاهد لضريح الشهيد الكبير عمر المختار.ـ
لعلّه بدوره، غبط المختار على مقامه العالي في الجنّة، حتى لحق به.ـ
"ـ"ليس لنا الموت الذي نستحقّه، بل الموت الذي يُشبهنا" يقول آندري جيد.ـ
كانت لحسن الجابر ميتة تشبه رجلاً شهد له رفاقه بالشيم الأصيلة و الصفات الحميدة. رجل ولد بدم عربيّ منذور ليسيل ذات ثورة في ليبيا. موحّداً بتدفّقه، الأمّة العربيّة خليجاً و شرقاً و مغرباً.ـ
أيّها الدم القطري الطاهر فداك دم عروبتنا.ـ


أحلام مستغانمي

ليست هناك تعليقات: