الاثنين، 29 يونيو 2009

ياسيدي هذي البلد والله مافيها صغار !!!




كتبت عشرات من المقالات المتفائله الهادئه ..


ولم اُأمل ان يسمعني احد ..


واعرف بأن كلماتي لم تكن إلا صرخة في واد ..


وانه لن يرتد إلي إلا صدى صوتي ..


لذا اود اليوم أن اخرج من نمط تفاؤلي ورؤيتي الأيجابيه للأمور إلى جو من الأحباط ..

وسأكتب مقالاً واحداً اعبر فيه عن إحباطي الشديد ..








فأحيانا قد نحتاج إلى جلد الذات والذي وإن كان محبطاً ..

إلا انه يوقظ الكثير من الجوانب الغافيه فينا ..







وربما الحال التي وصلت إليها امتنا ..

وما نراه ونسمعه في نشرات الأخبار لم يعد يسمح لنا إلا بالتشاؤم !!









ولكن ما اثارني في كل ما يحدث الآن ..
هو إقحام الأطفال في كل هذا ..
فقد شاهدتم بعض المظاهرات التي خرج فيها الأطفال ورفعوا لافتاتهم تضامناً مع أطفال غزه ..
ربما امروا بذلك ..
وربما لقنت لهم الكلمات التي قاموا بترديدها ..
ولكن ......
تخيلوا لو أن أطفال العالم العربي خرجوا في مظاهره ..
هكذا من تلقاء انفسهم ..
بما تراهم سيطالبون ؟؟ ..
ماذا سيكتبون على لافتاتهم ؟؟
ربما اكثر اللافتات ستطالب بالرغيف ،،
بالحليب ،،
بالكتاب ،،
بالفرح ،،
بالعيد ،،
وقد يحمل طفلاً لافته تطالب بالوحده العربيه !!
لا ادري ..
ولكن أي كانت مطالبهم علينا أن نختبأ منهم ..
ان نواري وجوهنا بعيداً عن اعينهم ..
فكيف سنبرر لهم هذه الحال التي واصلناهم لها ..
بما سنجيبهم لو سألونا عن مصائرهم ؟؟!!
إلى اين سنقود هؤلاء الأطفال ..
واي جيل ننوي بناءه نحن ؟؟!!
عندما أنظر إلى اعينهم اخاف مما يخفيه بريقها ..
فأي قنابل موقوته نعدها نحن لمستقبلنا ؟؟!!
هؤلاء الصغار ليسوا إلا حصيلة تراكمات وأمراض عربيه من تركه عصور النكسه في بلادنا ..
فما الذي ننتظره من هؤلاء الذين لازلنا نعلق عليهم كل آمالنا ..
ونحشو عقولهم كل يوم بدروس القيم والأخلاق ثم يكبروا ليجدوا في واقعهم اكبر مبرر للأستهتار بهذه الشعارات التي لُقنت لهم ..
فإن كان جيلنا قد فسد ..
فلا تأملوا كثيراً على الأجيال القادمه إن كانت هذه هي معطياتكم ..
فهم يربون في أحضان الفساد الذي تزرعونه لهم ..
وفي أحضان جو عام مفعم بالمآسي ..
لايأبه ابداً بالأذى النفسي والتشوه العاطفي الذي قد يُحدثه في نفوسهم الغضه البريئه !!
تصوروا أن احد الأطفال من حولي عندما حدثت إنتفاضة الأقصى الأخيره ..
كان يتابع الاخبار بشغف ..
وعندما كانت تضربه امه كان يناديها بــ " يا شارونه " هههههههه
اضحك دائما عندما اتذكر صوته وهو ينعتها بهذا اللقب ..
ويركض خائفاً منها على صُغر قامته ..
ولكن يظل في داخلي صدى صوتي يرثي الطفوله التي حرموها !!
فأطفالنا بالفعل بلا طفوله ..
لأن إدراكهم لحال امتهم اجبرهم على أن ينضجوا وأن ينتقلوا فوراً إلى مرحلة الكهوله !!
\
/
\
/
\
/
ومضة قلم ،،،
عندما كنت صغيره ..
قرأت بيتاً من الشعر وحفظته ..
دون أن افهم معناه حتى ..
واليوم كُبرت و رأيته يتمثل في كل مشاهداتي ..
يقول الشاعر طلال الرشيد ( رحمه الله ) :
ياسيدي هذه البلد والله مافيها صغار ********** حنا حتى في المهد نولد كبار

ليست هناك تعليقات: