الأحد، 21 يونيو 2009

على عتبة باب المكتبه





" المكتبات وسيلة القارئ إلى عالم الفكر"


لذا دائما ما يخيل إلي وأنا اضع قدمي على عتبة باب المكتبه
انني اخرج من واقعي لأدخل في عوالم اخرى
تصورها لي هذه الكتب ..

...................

احب اتجول في المكتبات ..
اقف امام رفوفها طويلاً دون ان التفت إلى احد ..
ودون أن اشعر بوجود احد من حولي ..
التقط أي كتاب يثير فضولي ..
اقرأ مقدمته وبعضاً من موضوعاته ..
انظر إلى الخلف لابحث عن ثمنه ..


...................


عندما اتحدث مع احد ما عن الكتب ..
يخيل إلي انني في عالم لايعترف بأن هناك تستحق القراءه إلا الكتب المدرسيه ..
وبعض من الصحف والمجلات
التي تتحدث عن اخبار سخيفه لن تعود على قارئها إلا بضيق افقه .
.........................


عندما ارى هنا كومة هذه الكتب اتذكر بسطات الكتب التي كنت امر عليها احيانا ..
وباعتها الذين يجرون خلف المتسوقين ..
وارثي كثيراً للحال التي انزلقت إليها قيمة الكتاب ..



هذه الاكوام من الكتب تدفع بي لأن اصرخ في وجهه صاحب المكتبه
لأذكره بأن المكتبات ليست " كـ بسطات الخردوات " ..
كتاب الذره تجاوره روايات العشق والغرام او كتاب الشيف اسامه السيد ..
في العالم شئ اسمه تصنيف للكتب تبعاً لموضوعاتها ..
هذا التصنيف قد يحميني أنا وغيري من أنا اقرأ عنوانا يثير اشمئزازي
يقف إلى جانب احد كتبي المفضله ..
فيلغي هذا التناقض شهيتي للقراءه ..




......................


انظر إلى صاحب المكتبه واغبطه على المكان الذي يجلس فيه ..
فكل ما حوله يثير هواجسي ..
يخيل إلي احيانا ان اطلب منه ان يعيرني يوماً من ايامه ..
لأبات بين الكتب ..
وتغلق علي الابواب ليلاً ..
لأعيش اليوم بأكلمه وأنا اقرأ ..
ولكن تمر بشفاهي ابتسامه عابره عن اتصور ان تكون نهايتي كنهاية " الجاحظ " ..
أي تحت احدى هذه الأرفف التي تحيط بي ..



استيقظ من نزعة الجنون التي مرت بي لأتذكر ان علي أن اسأل صاحب المكتبه عن اسم ذلك الكتاب الذي اتيت لأبحث عنه ..
ولا اكاد الفظ اسم الكتاب حتى يرمقني بنظرة إستغراب ..
كما لو كنت اسأل راعي للأغنام عن مكونات الذره ..
عندها يقفر سؤال إلى مخيلتي .. اتراه امي ؟؟!!




لا ادري ..
ولكنني كنت اتصور ان البائع في المكتبه ليس مجرد بقال في دكان لا علاقة له بالكتب إلا بقدر علاقته مع رفوفها لحظة نفض الغبار عنها ..
المفروض انه يعرف ماذا يبيع ؟؟ ولمن يبيع ؟؟ ..
حتى يقوم بدوره في الفصل بين الكتب كعلاج للبعض .. وكداء للبعض الآخر ..
فدوره اذن تعدى بكثير مجرد عملية الشراء والبيع ..
فهو ايضا وسيلة في مجال إيصال الفكر إلى الناس عبر مكتبته ..




....................



ولكن ..
وبرغم كل ما رأيته اليوم ..
لازلت احمد الله اني لست في مكتبه عامه ..
آه ** هل قلت عامه ؟! ..
ربما البعض منكم لم يسمع حتى بهذا المصطلح ..
او لم يفهم معناه ..
لأنه لا يوجد مرادف حقيقي لهذه الكلمه على ارض الواقع ..


لن اجحف بحق بعض المكتبات العامه لألغي وجودها تماماً ..
ولكن هذا الوجود اقتصر فقط على عدد قليل جداً منها ..
وحتى هذه القله الباقيه لن يشفع لها وجودها الذي يشبهه عدمه ..
من حيث محتواها الذي تراكمت عليه اكوام الغبار ..
واصبح مجرد مكان لنسج خيوط العنكبوت ..
لذا إذا اردت ان اكون دقيقة في وصفي ..
فالمكتبة العامه لدينا هي في الحقيقه مرادفه لكلمة متحف !!!



.................



اطفأت الأضواء في المكتبه ايذانا بقرب إغلاقها ..
وانقطع حبل افكاري ..
هاتفي لايتوقف عن الرنين ليذكرني صوت المتحدث الغاضب بأن علي أن اخرج الآن لأنه ضاق ذرعاً بإنتظاري ..
احمل كتبي لأقف في طابور الحساب ..
اخرج لاودع خلفي عالماً من المتعه اعشقه جدااااااااااااااااا !!!



/


\


/


\


/



ومضة قلم ،،،

الكتب في نظري هي درب الخلاص الأول لهذه الأمه ..
فعندما تُفتح مكتبه يُغلق إحتمال الجريمه حتى لدى الذين تجاوزت اعمارهم سن الدراسه او حرمتهم الظروف منها ..
ويُنشأ جيل قادر على ان يُعمر الأرض التي اُستخلف فيها ..

ليست هناك تعليقات: