الثلاثاء، 27 يوليو 2010

رحمة الله عليك يا عبد القوي


في تلك الليلة ..


قمت فزعه من نومي على صوت صراخ أمي الباكي .. خرجت من غرفتي لأرى مشهد امي تصرخ قائلة ( لا إاله إلا الله ) .. واخوتي من حولها يحاولون تهدئتها .. اسمع الكل هنا يقول ( إن لله وإن إليه راجعون ) ، ( لله ما اخذ ولله ما أعطى ) ..



أرى الدمع في عيون الجميع هنا ولا أعرف له سبباً ..تسمرت في مكاني لفترة أحسست خلالها بأن عقارب الساعه قد توقفت في مكانها ..




بعدها ..


عدت إلى صوابي .. وادركت ما يحدث هنا دون ان يخبرني به أحد .. فالمشهد هنا لا يحتاج إلى الكثير من التأويل ..






انهرت حينها على الأرض ..


بكيت ..


بكيت بحرقه ..


الجميع من حولي يحاولون تهدئتي .. الكل يذكرني بالأيمان الذي يجب أن يختبر في هذه المواقف ..

مرت علي تلك اللحظات .. شعرت خلالها أن صدري يضيق حتى يكاد يلفض قلبي من بين أضلعه ..


ولكن أتعلم يا أخي ..
لم يهزني في ذلك اليوم مشهد .. وربما لن أرى في حياتي مشهداً اقسى علي من رؤية الدمع في عيني ابي ..هذا الرجل الطيب الذي تكالبت عليه هموم الدهر يوماً ولم تكسره .. وما كسره إلا فقدك أنت ..

كل زوايا البيت تذكرني بك يا أخي .. في كل زاويه هنا لا زالت لك ذكرى ..


هنا اوراقك واقلامك ..


مفتاح سيارتك ..


هاتفك ..


ملابسك ..


مكان نومك ..


فقبل أيام فقط كنا هنا معنا


لا أعرف يا اخي كيف سيمر علينا رمضان هذا العام بدونك ..
كيف سيأتي العيد وأنت لست معنا .. كيف سأرى ابنك الذي لم تره أنت حتى ..
من سيأتي ليأخذني من الجامعه .. من سيسألني في العام القادم عن نتائج درجاتي الجامعيه ..






لا أدري .. ولكني إلى الآن أشعر ان عقلي اصغر من ان يستوعب هذه الصدمه .. يخيل إلي أنني لازلت أحلم .. وانني يوما ما سأستيقظ من هذا الحلم لأراك أمامي تضحك معي وتمزح كعادتك .. تضربني ثم تقول بأنك كنت تتسلى فقط ..


سأوهم نفسي بأن كل ما حدث في ذلك اليوم كان مجرد حلم .. لأنني اعرف انني لو حاولت أن اعيش الواقع كما هو .. فسأجد اني أعيش وأنا شبه ميته ..


لا زلت إلى اليوم اذكر مرارة فقد ذلك الأنسان الذي كان له الأكثر في حياتي .. والذي تحدث عنه في الكثير من خواطري ..واليوم اجد ذات المراره لازالت عالقه في فمي .. ولكنها اليوم كانت اشد وقعاً علي ..لأنني اليوم لم افقد مجرد أخوة الروح .. وإنما فقدت أخوة الدم ايضاً ..






لازلت اذكر تفاصيل مرضك .. وانا أسهر إلى جانبك لخفض حرارة جسمك .. واشعر بجهاز غسيل الدم المزروع في رسغ يدك
كنت افكر في فيما لو أنني فُجعت بفقدك ،، سأفقد سندي ..وسأفقد لذة الحياه من حولي .. سأرى الحياه بلون السواد الذي يعج بالمكان من حولي ..
ولكني اليوم اجد نفسي قادره على أن اكمل حياتي كما أنا .. لم يتغير في شئ ..






واستغرب هذا الأمر من نفسي الضعيفه التي اعتادت على أن تنهار أمام أي حدث مهما صغر ..ولكن ربما هو الثبات الذي يبعثه الله في بعض القلوب .. فتجدها صابره محتسبه مهما عظم بها البلاء والمصاب ..






~~~~~~~~~




مضى عامان على ما كتبته في الآعلى ..

ولا زلت إلى اليوم اسمع صوت ازيز بكاء امي الذي ايقضني في تلك الليلة



اللهم عافه وآعف عنه ..

وأكرم نزله

ووسع مدخله

واغسله بالماء والثلج والبرد

ونقه من الخطايا والذنوب كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس

واجمعني معه في جنات النعيم

ليست هناك تعليقات: