الأحد، 21 مارس 2010

بين الانتماء والعصبية شعره .. فلا تقطعوها .. دعوها فإنها منتنة



على هذة الأرض ولدت وكبرت

احتضنتني هذه الأرض عندما خرجت إلى الدنيا

تعرفت فيها على كل الأشخاص الذين احبهم

لي مع كل شارعاً من شوارعها ذكرى لا زالت عالقه في راسي ..


يكفيني على الأقل ان هذه الأرض منحتني العلم الذي كانت ستبخل علي به أرضي ..
لازالت إلى الآن اذكر تفاصيل المدرسة وطابور الصباح
عندما كنا ننشد بصوت واااااحد : سارعي للمجد والعليا ..
والراية الخضراء تتتوسطها عبارة التوحيد تقف امامنا !!
بينما لم اعرف :" رددي ايتها الدنيا نشيدي" إلا من هذا المنتدى
ولم استطع حفظ الوان العلم اليمني إلا قبل سنوات معدودة !!
تصوروا اني لم استوعب امور الجنسيات والآوراق الثبوته إلا بعد ان وصلت إلى الأعدادية
لم اكن اشعر ابداً بأني مختلفه عن صديقات المدرسة إلا حين جائتني احدى الاداريات يوماً في المدرسة تطلب اخر تجديد للهوية ( بما اني اجنبية حسب قولها )
ولم افهم حتى ما الذي كانت تعنيه بقولها " اجنبية " !!!!!!
احب هذه الأرض .. احبها والله .. ولا استطيع ان اوجه إحساسي بالأنتماء إلا إليها !!
ولا احتمل ان يذكرها احد امامي بسوء ابداً !!
الوطن برأيي لا يعني الجنسية ؟!!!
الوطن هو اكبر من جواز سفر وهوية
الوطن هو اكبر من خارطة وحدود سياسية !!
الوطن هو ذلك الأحساس الصادق الذي تضخمنا به
الوطن هو الشعور الغائر في اعماق اعماقنا
الوطن هو حيث يعيش اهلك ورفاقك
حيث تنفست طفولتك ونحت ذكرياتك وطموحك !!
اما ما يدعون انه وطني فلم تربطني به إلا مجموعة من الأوراق الرسمية
ولدت وكبرت وأنالااعرف عنه شيئاً ..
ولم يكن يعنيني انا اعرف عنه شيئاً~
ولم اشعر بالغربة إلا حينما سافرت إلى هناك للمرة الآولى
لعلي لن اتمكن من تصوير تلك الأحاسيس المتضاربه التي كانت تعتمل في داخلي
ولكنه كان اشبه إلى الإحساس بالوحشة ..
وبأنك غريب عن كل ماهو حولك !!
وبأنك لا تشبه إلى تلك الأرض واهلها !!
ولازالت إلى الآن اذكر صوت ادمعي وانا هناك .. كلما سمعت صوت الأذان في التلفاز .. ينطلق من اطهر ارض !!
ربما لم تجربوا هذا الأحساس لأنكم فتحتم اعينكم على سماء اوطانكم
ولكننا فتحنا اعيننا هناااا !!! .. على سماء هذه الأرض ولم نعرف غيرها
وكنا نحن اكثر من دفع ثمن الأوضاع المعيشيه السيئه في بلادنا !!
لا ادري إلا ان يمكن ان نذهب نحن ابناء المغتربين !!
ولكني لم اعد اجد عزاء لنا إلا في تلك الدعاوى التي تنادي بتوسيع دائرة الأنتماء إلى كل ماهو مسلم !!
فكما اجتمعنا على قضية فلسطين .. ووجهنا إنتمائنا نحوها ..بإمكاننا ان نوجه إنتمائنا إلى كل ما هو مسلم ..
بإستبدال القوميات العربية الرثه .. والأنتماءات الوطنية الرعناء ..تلك التي تقسمنا اكثر مما توحدنا
فمازال هناك من ينادي بترسيخ الأنتماء إلى الدين في اذهان ابنائنا ،،
ومازالنا نتبنى شعارات الوحده الأسلاميه ولا نعمل بها !!
ولازالت تعشش في اذهاننا بقية من جاهليه المناطقيه والمذهبيه
هذه العنصريه التي زرعتها فينا الحدود السياسيه المرسومه على خرائطنا !!
فلن تنتقل من بلد إلى آخر بعد الحصول على جواز سفروتأشيره ،، والمرور على الف طاوله وموظف،،
ولن نتنظر إلى اخاك المسلم إلا بنظره ان هذا سعودي ،،أو مصري ،، أو يمني ،،
اعتقد ان مشكلة شتات الهويه العربيه هي من ولدت لدينا هذا الحس بعدمالأنتماء إلى ماهو عربي
حتى لو حاولنا ان نوسع الدائره إلى الأنتماء للأسلام ،، لن نستطيع ان نتخلص من عنصريتنا !!
كذلك ،،اعتقد ان هذه المشكله ليست محصوره علينا نحن فقط،،
بل هي رواسب جاهليه اعدنا إحياها ووابرزناها في صورالمناطقيه والقبيله بين ابناء الآرض والدين الواحد !!
الموضوع ذو شجون بالنسبة لي ولعلي توغلت كثير حتى وصلت إلى التيه !!
وربما اكون قد ناقضت نفسي ايضاً
ولكن بإمكاني ان الخص الآمر في نقطتين :
* الأنتماء هو إحساس لاإرادي .. لا يمكن إختلاقه !!
* في ظل وجود السياج الفاصل بين حدودنا السياسيه ليس بالأمكان توسيع دائرة الأنتماء إلا بمحاولة فتح اعين صغارنا على حقيقة دينهم وعلى جغرافيه وتاريخ اسلافهم في كل الأقطار ..وعلى واقعهم العربي الحقيقي .. فتربطهم بجذورهم ربطاً غير مفتعل من خلال تعزيز معنى الوحدة الأسلامية في نفوسهم !!
هذا كله ..إن كان لدينا بقية حية .. لازالت تحمل هم العزة !!!

ليست هناك تعليقات: