السبت، 7 نوفمبر 2009

عمري ،، بين اروقة المكاتب !!!


\
/
\
/
اهرول على رصيف العمر ~
اسمع صوتي خطواتي ،،
وأنا اعبر من مكتب لآخر ومن موظف لآخر وارى كل الوجوه شاحبه !!
اتغلغل في إحشاء الزحام انظر إلى الأعين هناك ،،
وابحث عن مستقبلي الضائع بينهم !!
اصل إلى قاعة الأنتظار التي اكتضت بحاملي اوراقهم وهموهم ..
اجلس القرفصاء في إنتظار دوري ،،
ارى الأهوال في دهاليز الدوائر الحكوميه !!!
مجموعه من الطاولات يتكوم حولها عشرات من الناس ،،
والكل يصرخ والموظف يصرخ اكثر من الجميع
والفوضى ترفع راياتها في كل مكان !!
بت اكره اروقة المكاتب ،،
اقسم بأنني كرهتها كرهت رائحة المهانة فيها !!
رائحة الحبر والمعاملات ،،
واصوات الموظفين وانا اخبأ نفسي وسط تلك الكتله البشريه !!
تعلمت مطاردة الموظفين ،،
وحفظ مواعيد هربهم وقهوتهم وإرهاقهم ونرفزتهم
تعلمت كل اساليب التملق والبهلوانيه وعدم الرد على الأهانه !!!
تمضي ساعة من الوقت وأنا في إنتظار دوري
بعدها ،،
يُشار إلي بأن ادخل على مسؤول التوظيف اعطيه اوراقي بلا مبالاه لم يعتدها من ضحاياه السابقين فهو يريد مني ان اقدم لغروره الولاء الكافي ليتم تعييني !!
ربما هذا ليس ذنبه ،،ذنب رؤوسائه الذين لم يعلموه انه لم يوضع في مكانه إلا لخدمتي فلا يظن نفسه بأنه ولي نعمتي !!
اجلس في مكاني كالخرساء المثاليه ،،
ولكن في داخلي نار تشتعل ترفض التواطؤ مع صمتي ~
والقهر يأكلني لأجل عمري المهدور بين ايديهم !!
للوهلة الأولى ،،اشعر بالحقد على ذلك القابع خلف منضدته لا اعرفه ولا يعرفني ~
ولكنه يستنزف وقتي واعصابي ويتمادى في اسلوب مخاطبته لي !!
يقلب اوراقي ويسترق النظر إلي بطرف عينه ثم يضع ملفي إلى جانب اكوام الأوراق المكدسه لديه ،،
ويرد دون ادنى إعتبار لأعصابي وقواي :: " اتركِ لنا رقم هاتفك وسنعاود الأتصال بك "
جمله سخيفه اعتدت سماعها منهم جميعاً
نطق بها لكي يحرق كل لحظة امل ارتسمت على شفتي يوماً
اود ان اصرخ في وجهه ،،
اود ان اصرخ صرخة تثير غبار الزمن ~
وتوقظ إنسانية من دفعوني لأبيع ذمتي في سوق الضمائر !!

ليست هناك تعليقات: