مررت بفترة سابقة كنت اقرأ كتب التنمية البشرية واتابع عددًا من المحاضرين في هذا المجال ، من باب البحث عن طوق نجاة في ما يقولونه . مع يقيني بأني اعرف كل ما سيقال .
لكنك تحتاج احيانا إلى من يضعك في مواجهة مع نفسك ويُسمعك هذا الصوت المكبوت بداخلك . وهذا كل ما يفعله اولئك المدربين في الحقيقة .
اقول بأني كنت كذلك :)
حتى وصلت إلى مرحله من التخمة من كل ما اسمعه واقرأه ..
وتكونت لدي قناعة تجاه هؤلاء انهم باعة للوهم ، باحثون عن العظمة والسيط ، دون أن يمتلك الكثير منهم تجربة حقيقة مُعاشه تستحق ان تُحكى أو ان يُحتذى بها .
إضافة إلى ان إمتثال الايجابية المفرطة طوال الوقت اصبح يشعرني بأن علينا أن نتحول إلى روبوتات لا تملك من امرها شيئا سوى ما يتم تغذيتها به ، هذا إذا ما تجاهلنا ثورة الذكاء الاصطناعي التي قد توصل الآلة إلى مستوى من الذكاء والمشاعر مما قد لا يمتلكه الكثير من البشر !
عموماً .
هذه النقمة تجاه اولئك الكتاب والمدربين جعلتني اشعر بالنفور من كل هذا الكم من التنظير بإدعاء معرفتهم بإدارة حياتنا أكثر مما نعرف نحن ..
ورغم هذا ، كنت معتادة دائما أن اضع اي معلومة تأتيني على الرف ، حتى وإن كنت ارفضها الآن في هذه المرحلة ..
إلا اني اعلم ان قد اعود إليها ، واناقشها ، وقد اقبل بكثير مما يحتويها .
ولأني لم اعد اؤمن " بالصدفة " فقد جائني كهدية كتاب ( قوة اللامبالاة للكاتب مارك مانسون ) الذي اضع صورته في بداية هذه التدوينة .
عندما قرأت العنوان للوهلة الأولى شعرت بأن هذا ما قد احتاجه في هذه المرحلة من حياتي " قوة اللامبالاة "
فشخصية مثلي تبالغ في احتمال المسؤولية أكثر مما هو مطلوب ، قد تحتاج إلى جرعة من الهدوء في هيئة كتاب :)
أكثر ما لفتني في اولى صفحات الكتاب أن الكاتب يمرر معلوماته في هيئة قصص معاشه له ، او لغيره .. وهذه وسيلة ذكية ومقنعه لأصدق أن ما يقال ليس محظ خيال او فلسفات مثالية لا تُعاش إلا في حياةٍ افلاطونية .
كما ان فيه دعوة للتصالح والقبول وهي وإن كانت قيمة عالية في سلم الوعي إلا ان تصوير الكاتب لها يشعرك أنها مجرد دعوة للعقد إتفاقية سلام مع نفسك !
في هذا الكتاب ، ستشعر انك تجلس على المقعد المقابل للكاتب في مقهى ، وأنه يتحدث إليك انت فقط مباشرة .
يأخذك في رحلة إلى ذاكرتك ، ويضيء لك نوراً لكي تقف على قدميك من مكانك .
وصلني شعور العطاء الصادق في لغة الكاتب ، وأشعر بالامتنان له على كل ما علمني إياه .و قد قمت بإقتباس عدد من افكاره وقد اناقشها في تدوينات لاحقه هنا
حتى ذلك الوقت .
تنفس بعمق ، واصنع لنفسك معروفاً بقراءة هذا الكتاب ..
هناك تعليق واحد:
فسبحان الصدف كيف تقودنا على حين غفلة الى مرابع الزمن القديم..
كيفك يا صبا.. كيفك يا اخر نفحات الزمن الجميل..؟!
ياترى ما فعلت بكِ الأيام ياجميله؟
إرسال تعليق